وقفة شِتاء

 



وقفت في نافذة غرفتي شاردةً !

أحدّث قلبي وأسأل نفسي محاوِلةً أن أجد أجوبة ترضيني، 

أيا نفسي من أين لك هذا البرود ؟ ولمَ لم يعد لكِ أحد ؟

أجابتني بكلام كاد أن يقطع قلبي إرباً إرباً : 

كيف لك أن تسألي وأنتِ من تركت باب قلبك مفتوحاً في جميع الفصول؟

تركته مفتوحاً في الربيع وأدخلتِ كل مارّ، رعيتي الجميع داخله بحب وحنان ودفء كدفء الربيع المقيم ! 

وتركتِه لهم في الصيف وتحملتي أعباء الحرارة المشتعلة داخلك كي لا تؤذيهم بها !

كما وتركتِه في الخريف حينما كنت تتعرقين دماً وألماً ولا أحد كان يبالي فأنتِ لم تؤذي منهم أحداً !

غادر الجميع عندما إقترب الشتاء ولكنك تركتِ الباب لهم مفتوحاً وسمحتِ للثلوج 

بالتغلل داخله !

أصبحتِ تشاهدينهم من النافذة وهم يمرون أمام قلبك ولا أحد يدخل إليه ! من سيرضى الدخول لمكان مجمّدٍ كهذا ؟

كيف تلومين قلبكِ الذي تحمل برودة الشتاء لأجلهم، حتى أُغلق بابُه بأكوام من الجليد !؟

لا تلومي قلبكِ ؛ لأنه فعل كل ما يستطيع ولم يجد من يأتي ويزيل ذاك الجليد فقد تخلى عنه الجميع !

_ لم أستطع الرد ولكن كل ما كان يجول بخاطري هو " سيأتي من يحاول لأجلي ويذيب ذاك الجليد، عندها سأتعلم متى أفتح الباب ومتى أغلقه بسبعة أقفال "🤍

حنين يوسف الزليطني_ ليبيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

‏ظَننتــه حُــلم‏

إرتجالات